غزواني.. سنة من رئاسة الخمس في الساحل

ثلاثاء, 02/16/2021 - 18:11

كانت سنة حافلة بالأنشطة والانجازات.. وُضعت خارطة طريق واضحة المعالم وتم الحرص على تنفيذها حرفيا.. هكذا يتم انجاز الخطط دون إهدار للوقت.

حينما تسلم الرئيس غزواني الرئاسة الدورية لمجموعة الخمس في الساحل (موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، اتشاد) كان هذا التحالف الاستراتيجي، الذي يواجه تحديات أمنية متزايدة بفعل تنامي قوة الجماعات الإرهابية وتزايد ضرباتها الموجعة في المنطقة، كان يعاني من ضعف شديد في الموارد وفي التنسيق، وكانت دول المجموعة، الغارقة أصلا في الديون، لا تتحمل ميزانياتها إضافة أعباء جديدة ولا حتى الوفاء بالالتزامات المالية المقررة.

وفور استلام الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لرئاسة المجموعة تم وضع خارطة طريق مفصلة مبنية على دراسة شاملة لواقع وآفاق العمل المشترك للمجموعة، ارتكزت على 4 محاور:

  1. المجال السياسي والدبلوماسي
  2. المجال الأمني
  3. مجال الحكامة الرشيدة
  4. مجال التنمية

 وبدأ العمل فورا على تنفيذ هذه المحاور الإستراتيجية، فتم إطلاق المشاريع والأنشطة الاقتصادية وتعزيز الترسانة الدفاعية والأمنية وإصلاح وهيكلة الأمانة التنفيذية للمجموعة.

ففي المجال السياسي والدبلوماسي، دعمت مجموعة الخمس في الساحل إقامة "التحالف من أجل الساحل" وتم وضع إطار للأنشطة ذات الأولوية يتماشى مع الاستراتيجية الدفاعية والأمنية لمجموعة الخمس في الساحل و"التحالف من أجل الساحل". كما تم إطلاق عملية إصلاح تنظيمي للأمانة التنفيذية للمجموعة التي عززت تعاونها مع الاتحاد الأوروبي وقدم لها دعما سخيا في شتى المجالات وساهم بقدر كبير في دعم قدرات القوة المشتركة للمجموعة.

 ورغم ظهور جائحة كوفيد 19 وتأثيرها القوي على كافة دول العالم وإضعافها للاقتصاد العالمي بشكل عام وإنهاكها للنظم الصحية في الدول الكبرى – ناهيك عن الدول التي ما زال سائرة في طريق النمو – إلا إن الإدارة الحكيمة والخطط الرشيدة التي رسمتها رئاسة مجموعة الخمس إبان ظهور الجائحة مكنتها من تعبئة الموارد اللازمة لمواجهة هذه الجائحة دون أن يؤثر ذلك على تنفيذ المشاريع التنموية التي كانت مقررة في إطار خارطة الطريق، وهذا بحد ذاته يعتبر انتصارا باهرا للرئاسة في إدارة هذا الملف.

 وعلى الرغم من السياق الدولي والإقليمي المتخم بالأحداث في عام 2020، تمكنت  مجموعة الخمس في الساحل من جذب الانتباه وإشراك الشركاء الفنيين والماليين الدوليين خاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي ومصرف أبوظبي للتنمية ومصرف التنمية الأفريقي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمم المتحدة من خلال المينيسما ووكالاتها والتحالف من أجل الساحل، هذا فضلا عن دعم البلدان الشريكة خاصة فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.

وفي مجال الأمن، تم تعزيز الترسانة الأمنية للمجموعة من خلال من الشراكات الدولية، فقد استفادت القوة المشتركة من دعم مالي ولوجستي وعملياتي، ناهز 240 مليون أورو، مكنها من تحقيق انتصارات ميدانية كبيرة ومن استعادة زمام المبادرة في ساحات المعركة.

وفي مجال الحكامة الرشيدة، سعى الرئيس الدوري لمجموعة الخمس في الساحل منذ الوهلة الأولى إلى تعزيز سيادة القانون والحكم الرشيد، فتم ترسيخ مبدأ تفوق سيادة القانون وعملت الدول على تحسين مناخ الأعمال من خلال  مكافحة الفساد وتعزيز العدالة وترسيخ مبدأ المساءلة. ولا يفوتنا أن نذكر بدور رئيس الجمهورية، الرئيس الدوري لمجموعة الخمس في الساحل إبان اندلاع الأزمة المالية، فقد ساهم بشكل كبير في عودة النظام الدستوري في الجارة مالي.

في مجال التنمية، كان لتأجيل خدمة الديون في نهاية العام الممنوح من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين أثرا مهما مكن دول المجموعة من توجيه الأموال التي كانت مخصصة لهذه الخدمة إلى دعم ميزانياتها في مواجهة الجائحة. ورغم أن هذه الخطوة ليست كافية لمعالجة آثار الجائحة إلا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح جاءت نتيجة حملة مناصرة قادها رئيس الجمهورية السيد ولد الشيخ الغزواني الذي ما فتئ يطالب – في كل المناسبات -  بالإلغاء الكامل لديون مجموعة الخمس في الساحل حتى تتمكن من تحقيق التنمية وتتجاوز التداعيات التي خلفتها الجائحة.

أصبحت مجموعة الخمس في الساحل خلال سنة واحدة من رئاسة رئيس الجمهورية من أقوى التحالفات الإقليمية واستطاعت قوتها المشتركة خلال هذه الفترة فرض النظام وتعزيز الأمن في مناطق كثيرة، وقد كانت الرئاسة الدورية حريصة خلال هذه الفترة على مراعاة حقوق الإنسان وفي نفس الوقت الصرامة في تنفيذ الخطط وباحترافية شهد بالجميع، وأصبحت دول أخرى تتطلع للانضمام لهذا التحالف الذي أثبت خلال هذه الفترة الوجيزة قدرته على الرقي بدوله والسير في طريق تنمية ورفاهية شعوب المنطقة، فهنيئا لنا جميعا بهذه الحصيلة المشرفة لرئاسة رئيس الجمهورية لمجموعة الخمس في الساحل، والتي ستنضاف لسجل حافل من الانجازات السياسية الاقتصادية والاجتماعية تحققت هنا على أرضنا.

بوموزونه

التصنيف: 

الأخبار

الصفحات