نظمت جامعة الدول العربية والحكومة اليابانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في يوليو الماضي المائدة المستديرة الخامسة من سلسلة المشاورات المعنية بالسياسات والتي أطلقتها في سبتمبر 2019، بهدف إنشاء منصة للحوار بشأن السياسات لمناقشة الأولويات والشواغل التنموية ذات الاهتمام المشترك واستعراض السياسات والحلول لدعم المنطقة العربية، وكانت الأولى في سبتمبر 2019 وتناولت موضوعات التعليم والتنمية البشرية، والثانية والثالثة في يوليو 2020 وديسمبر 2020 على التوالي واللتان ألقتا الضوء على الآثار الاجتماعية والاقتصادية لأزمة كوفيد-19 نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وطرق التعافي منها وسُبُل المُضي قدماً، وعقدت الرابعة في مارس 2021 وتناولت التحول الرقمي وانعكاساته على المنطقة العربية

وتعتبر هذه السلسلة من الاجتماعات أداة فعَّالة لزيادة تعزيز التعاون البناء في الكثير من مختلف المجالات بين اليابان والدول العربية، وبمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كمضيف مشارك في إطار الموضوع الرئيسي المعني بسُبُل التعافي من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والتنمية المستدامة

وركزت المائدة المستديرة الأخيرة على “الدفع بأهداف التنمية المستدامة” في مرحلة التعافي من جائحة كوفيد-19 وإعادة الإعمار المستدام، حيث تعتبر هذه الجائحة تهديداً هائلًا “للأمن البشري”، ولقد أدت إلى تضخيم العديد من التحديات الممتدة لعقود، بما في ذلك العنف والصراعات، وعدم المساواة، والبطالة، والفقر، وشبكات الضمان الاجتماعي غير الكافية، الشواغل المتعلقة بحقوق الإنسان، وعدم كفاية المؤسسات، والنموذج الاقتصادي الذي لم يحقق تطلعات الجميع حتى الآن

وفي المنطقة العربية، يمكن أن يمثل تفعيل “الدفع بأهداف التنمية المستدامة ” فرصة سانحة نحو إعادة الإعمار المستدام للمعايير الدولية، كما يجب أن يستند التخطيط للتعافي وإعادة الإعمار إلى مبادئ الاستدامة، بل ويتطلب منظور طويل الأمد لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويشمل ذلك تعزيز الترابط الإقليمي، مثل تطوير البنى التحتية التي تشمل العديد من البلدان، بهدف تحقيق ازدهار داخل المنطقة وخارجها

كما ستناقش المائدة المستديرة المعنية بالسياسات الفرص المحتملة في مرحلة التعافي من فيروس كورونا المستجد “لإعادة البناء على نحو أفضل”، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة دون ان يتخلف أحد عن الركب، كما ستتناول الأطر العامة والشاملة وكذلك الممارسات والتجارب الملموسة المرتبطة بهذه الجهود في سياق المنطقة العربية، مما ينعكس على الاتجاهات والفرص في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار نحو مستقبل مستدام

جمعت المائدة المستديرة صانعي السياسات، وخبراء التنمية، والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، ووكالات الأمم المتحدة، والحكومة اليابانية والجهات المعنية لتبادل الخبرات، واستعرضت اتجاهات السياسات لتحقيق إعادة الإعمار المستدام. وستقوم جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشركاء الآخرون بمشاركة النتائج المستقاة من دراساتهم وخبراتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإعادة الإعمار المستدام، ومناقشة ُسبُل “الدفع بأهداف التنمية المستدامة قدما في مرحلة التعافي من جائحة كوفيد-19″ً